Sep 02, 2025
مدينة الطائف ما تنقصها المقاهي، لكن قليل منها يترك أثر فعلي في ذاكرتك بعد أول زيارة.
في أحد ليالي الصيف، وبينما كانت أضواء المدينة تلمع من بعيد، قررنا نزور مقهى صار اسمه يتردد بين الشباب: كوز القهوة.
المكان مو مجرد مقهى، بل مبنى بثلاث طوابق، كل طابق له روح مختلفة.
وأكثر شيء شدنا قبل الزيارة هو الحكي من الأصدقاء:
“إذا تبغى تعيش تجربة كاملة – قهوة، حلى محلي، ومباريات فوق السطح – لازم تروح كوز القهوة.”
وهنا بدأت رحلتنا، واللي كانت فعلاً أعمق من مجرد قهوة وحلى. كانت أشبه بجولة في ثلاثة عوالم داخل مبنى واحد.
دخلنا المقهى من الباب الرئيسي، وأول ما لفت نظرنا هو الجدار الحجري اللي يزينه رف طويل مليان أجهزة قديمة: راديوهات من أيام الثمانينات، تلفزيون قديم، وحتى كاميرات كلاسيكية.
الجو يعكس إحساس جميل بالتراث، وكأنك في متحف صغير لكن بنكهة عصرية.
الجلسات مرتبة بكراسي مريحة باللون الأزرق، والإضاءة ناعمة تعطي المكان طابع هادي.
لو جاي تبي تقابل صديق أو تشتغل على اللابتوب، الدور الأول يعطيك الجو المناسب.
طلعت للدور الثاني، وكان أهدأ بكثير.
الجلسات موزعة بشكل يضمن خصوصية أكبر، والناس هناك أغلبهم جايين يا يذاكرون أو يجلسون جلسة خفيفة بعيد عن صخب المباريات.
حسيت إن هذا الطابق بالذات مصمم لعشاق القهوة اللي يحبون الروقان.
لكن السحر كله يبدأ في الروف.
أول ما تطلع تلقى نفسك في مساحة مفتوحة على السماء، والإضاءة موزعة بطريقة تخلي الجو دافئ ومريح.
وفي نهاية المكان.. شاشة كبيرة تعرض المباريات.
جلسنا والناس من حولنا متحمسين. كل ما جاء هدف، تسمع التصفيق والضحك وصوت “يالله يالله!” وكأنك في مدرج صغير.
بس الفرق هنا إنك ماسك كوب قهوة بيدك وطبق حلى فاخر قدامك.
الروف فعلًا يعطي تجربة ما تلقاها بسهولة في أي مقهى ثاني بالطائف.
المفاجأة الكبرى في كوز القهوة مو بس في الأجواء، بل في الحلى اللي يقدمونه.
جربنا أكثر من طبق، وكل واحد كان قصة بحد ذاته:
-المثلثات المقرمشة بالشوكولا والصوص الأبيض:
يجيك الطبق مرتب بطريقة فنية، المثلثات مكدسة فوق بعض ومغرقّة بالشوكولا وصوص أبيض ورشة بسكويت مطحون.
أول لقمة تكسر القرمشة، بعدها يدخل طعم الشوكولا الكريمي اللي يذوب في فمك. طعم يجمع بين البساطة والفخامة.
-سكليت الكوكيز بالآيس كريم:
هنا لازم توقف شوي. الطبق يوصل وهو حار، ريحة الكوكيز تملأ المكان، وفوقه آيس كريم يذوب ببطء مع صوص شوكولا وكيندر.
كل لقمة تجمع بين حرارة الكوكيز وبرودة الآيس كريم، تجربة غنية تخليك تقول “هذا هو الدلع اللي كنت أحتاجه.”
أكيد أي مقهى ما يكتمل من غير قهوة.
طلبنا قهوة عربية، وكان طعمها مضبوط مع الهيل الخفيف. ومع الحلى كانت الرفيق المثالي.
جربنا كمان الإسبريسو، وكان قوي ونظيف، يبين إن المكان ما يستهين بجودة البن.
الخدمة بشكل عام كانت سريعة ومرتبة. الموظفين ودودين ويحرصون إن الطلب يوصل صح.
لكن في أوقات المباريات بالروف، الزحمة تخلي الانتظار أطول شوي. وهذا طبيعي لأن المكان يصير فعلاً ترند وقت الأحداث الرياضية.
الأسعار مقارنةً بالمقاهي الثانية تعتبر متوسطة – لكن بعض الأطباق مثل السكليت أو الحلى الخاص سعرها شوي مرتفع.
مع ذلك الجودة، الجو، والتجربة تستاهل كل ريال تدفعه.
قبل ما نجي قرينا آراء الزوار، وكانوا يقولون:
-“الروف عندهم شي ثاني، خصوصًا وقت المباريات.”
-“الحلى المحلي مختلف، مو نفس اللي تلقاه بأي مكان.”
-“الديكور التراثي في الدور الأول أعطى المكان شخصية.”
وبعد التجربة.. نقدر نقول إن كلامهم كان دقيق جدًا.
كوز القهوة مو مجرد مقهى.. هو رحلة بثلاث محطات:
-تبدأ بالتراث والحنين في الدور الأول،
-تمر بروقان الدور الثاني،
-وتنتهي بحماس الروف اللي يخليك تنسى إنك في مقهى وتعيش الجو وكأنك وسط المدرج.
الحلى عندهم يوازن بين البساطة والابتكار، والقهوة تعطيك التجربة الكاملة.
الخلاصة:
لو كنت في الطائف وتدور على مكان يجمع لك القهوة + الحلى + المباريات في مكان واحد، فالإجابة ببساطة: كوز القهوة.
📍 الموقع: الطائف – حي قريش
⏰ أوقات العمل: من 9 صباحًا حتى منتصف الليل
📞 الحجز: غير مطلوب
حقوق النشر 2025, جميع الحقوق محفوظة ©
