Oct 04, 2025

أول مطعم في السعودية، الحكاية اللي بدأت منها قصة الأكل خارج البيت

أول مطعم في السعودية، قصّته وحكايته

قبل ما يصير “الخروج للأكل” عادة، وقبل ما نعرف قوائم الطعام أو تطبيقات التوصيل، كانت كل وجبة سعودية تُطهى في البيت، وتُقدَّم على رائحة الجمر، بين ضحكة العائلة وصوت فنجان القهوة.

لكن الزمن تغيّر, ومع تحوّل المملكة في منتصف القرن العشرين إلى مركز نابض بالحياة، بدأت فكرة جديدة تولد بهدوء:
“الأكل برّا البيت.”

البداية من الأسواق,قبل أن تُضاء اللوحات

في البداية، كانت الرياض وجدة والدمام تعجّ بالأسواق، وفيها دكاكين صغيرة تقدم الشاي والتمر والمأكولات البسيطة للحجاج والعمّال والمسافرين.
ما كان يُسمّى “مطعم” رسمي، لكنّه كان الشرارة الأولى لفكرة تناول الطعام بمكان عام.

شيئًا فشيئًا، ظهرت محالّ صغيرة أكثر تنظيمًا تقدّم وجبات محددة، مثل الكبدة، السمك المقلي، أو الفول، مع جلسات بسيطة على الأرض، ومكان دائم لروّاد السوق.

من جدة تبدأ الحكاية: البيك أول نغمة في ثقافة المطاعم الحديثة

عام 1974، فتح شاكور أبو غزالة مطعمًا صغيرًا على طريق المطار القديم بجدة.
كان المكان بسيط جدًا، لكن فكرته كانت مختلفة: تقديم دجاج مقلي سريع، نظيف، ولذيذ.
الناس وقفوا في طوابير، والبساطة تحولت إلى نجاح.

ومن هناك وُلد “البيك” — الاسم اللي صار بعد سنوات أشهر من كلمة مطعم في السعودية.
ما كان أحد يتخيل أن ذاك الدكان الصغير راح يصير رمز وطني، وسلسلة تمتد من البحر الأحمر إلى الخليج.

البيك مو بس مطعم، هو بداية عصر جديد: عصر الخدمة السريعة، الطوابير، والوجبات الجاهزة اللي تجمع الناس من كل الطبقات.

ثم جاء هرفي, وبدأت الرياض تحكي القصة

وفي 1981، كانت العاصمة على موعد مع فصل جديد في الرواية:
افتتح أول مطعم هرفي (Herfy) في الرياض.

مطعم سعودي برؤية شابة، يقدم البرجر بطريقة عصرية، بأجواء تناسب العائلة السعودية.
كان أول مكان يوفّر “قسم عائلات”، وقتها خطوة جريئة، أعادت تعريف فكرة الخروج للأكل.

هرفي غيّر ثقافة كاملة: صار “الخروج للمطعم” مش بس حاجة، بل تجربة اجتماعية.
وفي كل فرع يُفتتح، كانت الرياض تقترب أكثر من ملامح مدن العالم.

بين البيك وهرفي, بدأت الهوية السعودية للمطاعم تتشكل

هذي المرحلة كانت نقطة التحوّل الحقيقية.
صارت المطاعم جزء من الحياة اليومية.
من “البيك” في جدة إلى “هرفي” في الرياض، ثم ظهرت مطاعم محلية صغيرة تقدّم الكبسة والمندي والفول بطريقة مرتبة ونظيفة.

ومن هناك، وُلدت ثقافة جديدة تمامًا:
مطاعم سعودية تقدّم الأكل الشعبي بأسلوب عصري،
ومطاعم عالمية تتكيّف مع الذوق المحلي.

ليه مهم نعرف أول مطعم؟

لأن هالقصة مو بس عن أكل…
هي عن تحوّل مجتمع كامل.

  • -من وجبات البيت إلى تجربة عامة.

  • -من الدكّان الصغير إلى السلسلة العالمية.

  • -من وصفة الأم إلى مهارة الشيف المحترف.

أول مطعم في السعودية هو بداية رحلة الذوق السعودي نحو العالمية.
بداية “المشهد الذوّاق” اللي يخلي اليوم مطاعم الرياض وجدة تنافس أشهر مطاعم أوروبا.

في النهاية:

البيك وهرفي وغيرهم ما كانوا بس مطاعم، كانوا رموز بداية.
منهم تعلم السعوديون أول معنى لـ “تجربة الأكل خارج البيت”،
ومنهم بدأ شغف لا ينتهي: الشغف بالمذاق، بالخدمة، وباللحظة اللي تجمع الناس على طاولة واحدة.

اليوم، المطاعم في السعودية تُكرّم، تُقيّم، وتُنافس عالميًا،
لكن القصة كلها بدأت هناك — في مطعم صغير، على طريق قديم، بين رائحة الزيت والدجاج والفرح.

author avatar
تذوق

تذوق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك

 حقوق النشر 2025, جميع الحقوق محفوظة ©