Sep 07, 2025
في الرياض، المدينة التي لا تهدأ، كل شيء يتحرك بسرعة: السيارات، المشاريع، وحتى الأحلام.
لكن خلف هذه الوتيرة المتسارعة، هناك قصص بدأت من الصفر، من فكرة على الهامش، وتحولت إلى علامات تُذكر بكل فخر.
واحدة من أبرز هذه القصص هي قصة مطعم “فطور فارس“، الذي انطلق من شغف شخص واحد بالفطور، ليصبح اليوم علامة سعودية بارزة تلهم رواد الأعمال، وتغير مفهوم وجبة الصباح في المملكة.
كل شيء بدأ عام 2011. فارس، شاب سعودي عاشق للفطور، كان يؤمن بأن “الصباح هو أجمل بداية”، وأن وجبة الفطور تستحق أن تُعاش بكل تفاصيلها، لا أن تمرّ كروتين عابر.
فكر وقال: “ليش ما أفتح مطعم يخلي الناس تحب الفطور من جديد؟”
وبدأ بالفعل بمكان صغير جدًا.
الديكور بسيط،
الطاولات محدودة،
والقائمة لا تتجاوز بضع أطباق.
لكن ما ميّز “فطور فارس” لم يكن الحجم ولا المظهر، بل الروح: وصفات صادقة، مكونات طازجة، وأجواء تجعل الصباح مختلفًا.
في وقت كان الناس يعتبرون الفطور مجرد وجبة سريعة قبل العمل أو الدراسة، جاء فارس ليقول: “الفطور يستحق يكون تجربة.”
قدم بان كيك يذوب في الفم، ووافلز بلمسة إبداعية، وبيض بطرق عالمية تفتح الشهية. القهوة لم تكن مجرد مشروب جانبي، بل ركن أساسي يُقدَّم بإتقان.
الناس أول ما جربوا حسّوا أن هنا في شيء جديد. وصاروا يتكلمون، يصورون، وينشرون على السوشال ميديا. 📸
انتشرت التجربة كالنار في الهشيم، وتحول “فطور فارس” من مطعم صغير إلى حديث المدينة.
لكن النجاح لم يأتِ بسهولة.
وراء كل قصة هناك تحديات كبيرة:
إقناع الناس بالفكرة: وقتها، قليل اللي يخرجون مخصوص للفطور. فارس كان عليه يغيّر هذه الثقافة.
المنافسة: دخول السوق السعودي ليس سهلًا، والمطاعم الجديدة تظهر كل يوم.
الحفاظ على الجودة: مع الزحمة والإقبال الكبير، كيف تضمن أن كل طبق يخرج بنفس المستوى؟
التوسع بحذر: فتح فروع جديدة مخاطرة، خاصة إذا كان النجاح مرتبط بجودة التجربة الأصلية.
لكن الشغف كان دائمًا أقوى. فارس وفريقه تمسكوا بروح المشروع، وركزوا على التجربة أكثر من الربح السريع.
خلال سنوات قليلة فقط، تحوّل “فطور فارس” من مطعم واحد بسيط في الرياض إلى سلسلة مطاعم بفروع في أكثر من مدينة، منها جدة.
اليوم، الاسم صار مألوفًا. الناس صاروا يربطونه باللحظات الصباحية الجميلة:
طلاب جامعات يبدؤون يومهم هناك.
موظفون يلتقون قبل الدوام.
عائلات تتشارك فطور نهاية الأسبوع.
“فطور فارس” لم يعد مجرد مطعم.. بل أصبح جزءًا من ذاكرة الصباح عند كثير من السعوديين.
وما يميز الرياض أنها لا تكتفي بقصة واحدة. هناك علامات أخرى بدأت بنفس البساطة:
Bagel Bar 🥯: بدأ ككشك صغير يبيع البيقل لعدد محدود من الزبائن، واليوم صار براند شبابي عصري له جمهوره الخاص.
شيف تاي 🍜: انطلق من عربة طعام تقدم وصفات آسيوية بسيطة، وتحول إلى مطعم ناجح يجمع عشاق الرامن والسوشي.
هذي القصص تؤكد أن النجاح في المطاعم يبدأ من فكرة صغيرة، لكن يكبر بالصبر والإصرار على الجودة.
قصة “فطور فارس” لم تكن مجرد مطعم، بل جزء من تغير ثقافة الطعام في المملكة.
قبل عقد من الزمن، كان مفهوم “الفطور خارج البيت” غير شائع. لكن اليوم، صار الفطور تجربة اجتماعية، مكان للقاء الأصدقاء، وعادة حضارية في مجتمع سريع النمو.
المطاعم السعودية الجديدة لعبت دورًا مهمًا في هذا التغيير. صارت تعكس الهوية المحلية، وتقدمها بأسلوب عصري يفتخر فيه السعوديون أمام العالم.
“فطور فارس غير مفهوم الفطور عندنا، صار جزء من روتيننا.”
“مكان بسيط بدأ بفكرة صادقة وصار علامة نعتز فيها.”
“البيقل بار مثال على كيف مشروع صغير ممكن يكبر إذا حافظ على الجودة.”
“فطور فارس” هو أكثر من قصة مطعم.. هو رسالة لكل من يملك حلمًا صغيرًا.
البداية كانت بسيطة.
التحديات كانت كثيرة.
لكن الشغف غلب كل العقبات.
اليوم، المطعم علامة وطنية تلهم جيلًا كاملًا من رواد الأعمال الشباب.
نصيحتنا؟ ✨
لا تستصغر أي فكرة.
يمكن طبق بان كيك على طاولة صغيرة، يتحول غدًا إلى براند ملهم لمدينة كاملة.
حقوق النشر 2025, جميع الحقوق محفوظة ©